في مطلع العقد الثاني من هذا القرن، نشأت فكرة (ميلانغو millango ) وذلك أثناء انهماكي بالبحث عن قصص غير مروية عن العرب والمسلمين حول العالم، حيث كنت مولعاً بإبراز هذا المجهول منذ الصغر، في ذاتِ الوقت الذي كنت أشهد فيه ضعف اهتمام الإعلام العربيّ والعالميّ بإبراز هذه القصص والفجوة الكبيرة في المحتوى المرتبط بنا، لكن كان على (ميلانغو) أن تنتظر سنوات ليست بالقليلة حتى تبدأ بالانطلاق بفريق صغير، تجاذبته التحديات والتعثرات في البحث عن الشكل المتكامل، بدأنا على الانستغرام والفيسبوك ثمّ تويتر، مع بناء أكثر من شكل للموقع الإلكتروني لم يرَ أي واحد منهم النور، ثمّ لنغرق في الشكل التحريري وكتابة مئات المقالات، قبل أن نتوقف عنها لفترة من الوقت، وكلّ ذلك في سبيل البحث عن الشكل الذي كان يدور في مخيلتنا ونعجز عن نقله للواقع، ولعل كلّ ذلك كان بسبب رغبتنا في إخراج منصة مميزة ومختلفة عن أي منصة أخرى تقدم مقالات قريبة من محتوانا.
كانت ثقتنا كبيرة في مقدرتنا على تقديم مواد وقصص غير مروية والتي كنّا قد جمعناها من الترجمة والسفر والعمل الميداني في أماكن نائية وغير مكتشفة حول العالم.
كانت (زنجبار) الغارقة في التاريخ العربيّ والتي تتحدث السواحيلية، إحدى المناطق الملهمة في مسيرة هذا الحلم، فمنها استقينا اسم (ميلانغو)، وهكذا أردنا لمنصتنا الوليدة أن تحمل اسم (الأبواب) تلك التي تزين أزقة زنجبار وتجذبك لتاريخها وواقعها، وعبر هذه (الأبواب) بنينا مساراتنا فجعلناها رباعية؛ تحكي قصصاً وتروي حكايات المجتمعات والأماكن والوجوه التي خدمت أو تخدم الإسلام، وتقدم قيماً إيجابية متفائلة وتبتعد عن الحزن والبكائيات التي كثيراً ما وُسمت بها مجتمعاتنا، واتفقنا أن نستمد كل ذلك من تاريخنا ومن حاضرنا وحتى من مستقبلنا المشرق غداً بإذن الله تعالى، وكلّ ذلك من دون تحديد لمكان، وبعيداً دوماً عن أيّ انحيازات فكرية أو سياسية، كنّا، ولا زلنا، نحسب دائماً أن هذا الوجه أو المكان أو القصة أو المجتمع هو جزء من الدائرة التي تحتضننا كعرب ومسلمين حيث تدور معها قيم الإيجابية والتفاؤل والعمل ويحقق في الوقت نفسه ما أمرنا به الله سبحانه وتعالي من العمل علي عبادته وحده لإعمار الارض.
وجدنا بعد كل هذا الطريق أن (ميلانغو) ولدت لتكون أول موسوعة توثق لقصص المسلمين، وتسعي لأن تكون بصرية متناغمة مع هذا العصر، وبلغة قصصية روائية ما أمكن ذلك مع التواجد في كل المنصات الإعلامية الحديثة، والأهم أن تبحث وتروي قصصها من المناطق الرمادية المجهولة وتلك غير المروية، نعم .. إنّها ميلانغو …منصة وُجِدَت لتروي قصصاً أخرى من العالم.
المؤسس: د. معاوية عبد الرحيم كنه
صحفي ومنتج أفلام وثائقية