شارك هذا المقال :


أيها العالم .. أنا بيانو

الدولة: نيوي

"بيانو" كيف أصبح هذا الاسم خالداً في حياة البنميين، و(واقع بنما) اليوم..

سِرْ على رمال هذه السواحل، بقدميك حافياً أو راجلاً، ستُلامسك الأمواج، وتُطربك الأصوات، لكنك لن تعرف كم من الأمواج ضربتها، وكم من التغيير أحدثه الزمان، وكم من قصص (بنما) وتاريخها قد تكونت فيها..

ستتأرجح بين الماضي والحاضر، لكنك ستعرف أنها ذات السواحل التي لفظت منذ أكثر من خمسة قرون، رجلاً اسمه (بيانو) ومعه 500 مسلم كانوا على ظهر سفينة تحملهم من غرب أفريقيا رقيقاً للعمل في بنما، فتحطمت..

سر اليوم بين طرقات بنما، ستقع عيناك على (بيانو)، رنين هذا الاسم لن يفارقك…

بحيرة بيانو!، نعم اسمٌ خالد، ها هي بعدما يزيد عن ٤٠٠ عام تسمى باسمه حين شيد سدّ "بيانو" عام ١٩٧٦م على نهر بيانو أيضاً! فبرزت هذه البحيرة، لم يكن يعلم هذا القائد المسلم أن تلك اللحظة التي تقدم فيها الجميع وأخذ على عاتقه مسؤولية جماعة المسلمين؛ أنه كان بذلك يخلِّد اسمه في تاريخ حكاية بنما الممتدة حتى اللحظة.  

 

 

خذ قارباً خشبياً محلياً يعبر بك البحيرة الصافية التي تنعكس على سطحها صورة السماء، هنالك تجد جمالاً أخّاذاً يأسر الألباب.. خمّن ما اسم المكان؟ كهوف بيانو بالطبع! منطقة طبيعية خلّابة لم تفسدها تدخلات البشر بعد، يخطر بذهنك كم يتشابه هذا الكهف الطبيعي مع سيرة من سمي باسمه "بيانو"، هو كهف مظلم نقي جوفه، تماماً مثل حياة الكفاح والصعاب المظلمة التي عاشها القائد صاحب القلب النقي، خلّاب يحبس الأنفاس.. تماماً كذكراه الباقية في النفوس حتى اللحظة.

هذا النهر أيضاً، نهر بيانو الذي يعبر بك المناطق التي سكنها المسلمون منطقة تلو الأخرى، طُمس تاريخهم ومُحيت آثارهم غالباً منذ فترة محاكم التفتيش، لكن بقيت ملامحهم تتوارثها أجيال اليوم، تشهد بعينيك سواد البشرة وأنت تمر من منطقة إلى أخرى على ضفاف النهر، تُرى كم منهم ينحدر من سلالة تلك الجماعة المسلمة المقاتلة؟ هل يدركون جذورهم؟ أم إنه أمر يحتاج إلى ثورة جديدة! ولربما قائد جديد أيضاً.

 



شارك هذا المقال :
الدولة: نيوي


بحث