شارك هذا المقال :


أزقة بزنار


كيف تبدو (بزنار) اليوم، القرية الإسبانية التي احتمى فيها محمد بن أمية؟

كأنك تعرف بعضها، فالعين لا تخطىء الأشجار التي في الحقول ولا مسارات الأودية، ليست الشام بالطبع لكنها قطعة منها..

فحينما كان السقوط الأخير لآخر المحاولات، كان على بعض الموريسكيين البقاء إجباراً في كل قرية، على الأقل عائلة أو عائلتان لتعليم سكانها الجدد من النصارى فنون الزراعة، وهكذا امتد ذاك الأخضر على سفوح البشرات إلى يومنا هذا وبقيت المكان المناسب لقوت يومهم ومعيشتهم، ولكن مع كل ذلك لن تخطئ عيناك البيوت المتناثرة في القرية فهي الأخرى مازالت تحمل ذاك الجمال العربي الإسلامي..

وأنت تصعد من غرناطة ستبدأ قرى البشرات في إبهارك، الأماكن الصغيرة التي تبيع ما تجود به هذه المزارع من الزيتون والعسل واللوز وأنواع الحامض، وجدران البيوت والأزقة، ستمر بالعديد من القرى التي عاش فيها الموريسكيون وحاربوا فيها، ولكنك وبعد أكثر من ٣٤ كيلومتراً ستجد نفسك فى بزنار والتي تعتبر اليوم الأبعد بين قرى البشرات عن غرناطة. 

 

 

سيشد نظرك خزان المياه الضخم والمرتفع عن الأرض بأكثر من ٥٣٦ متراً والذي يحمل نفس اسم القرية، فبزنار ما زالت في مكانها القديم على المنحدر الجنوبي الغربي لسييرا نيفادا.

فالوادي والخزان اللذان يحجزان جزءاً من مائها يتيح لسكان بزنار بممارسة هواياتهم في صيد سمك الشبوط والبط والأرانب والحجل والماعز البري.

ولأهل بزنار أطباقهم المحلية التي تتقاطع مع القرى المجاورة، فهناك حساء الشمر ونقع البرتقال.

يتجاوز من يسكن بزنار اليوم الـ(٢٣٠٩) نسمة، لكن ما الذي بقي من الأمس؟

فى ١٧ من شهر يناير من كل عام تشهد بزنار احتفالات سان انطوان وفي عطلة نهاية الأسبوع الثانية من سبتمبر يقام العرض التقليدي لجماعة ترتدي ملابس فريدة يعود تاريخها الى العام ١٥٦٦م ذاك العام الذي بدأ فيه أهل غرناطه الثورة التي توجها محمد بن أميه وبن عبو لاحقاً، أما سبب هذه الاحتفالات كما يقولون فإنها تتم تعبيراً عن الانتصار على الأعمال المسلحة التي حدثت أثناء الثورة، وتمكُّنُهم - كما يقولون - من إنقاذ واستعادة القربان المقدس الذي سرق احتفالاتهم..

 


شارك هذا المقال :


بحث